قالت الأمم المتحدة إن ملايين الأطفال الذين نجوا من الموت
جراء الفيضانات التي ضربت باكستان الشهر الماضي يواجهون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أمراضا مميتة تسببها مياه الشرب الملوثة.
ويعد الوصول إلى مياه شرب نقية في باكستان من المشاكل الدائمة، لكن قدوم
الفيضانات جعل الأوضاع تزداد سوءا. ويعاني الأطفال في ظل هذه الظروف من خطر
أمراض كثيرة أهمها الكوليرا.
ورغم الفيضانات المدمرة يحاول مئات الباكستانيين العودة إلى ديارهم في
إقليم السند جنوبي البلاد. وبعد تقطع السبل بهم، تسعى أسر جاهدة إلى نقل
أطفالها وما تبقّى من أمتعة للعودة إلى منطقة يعقوب آباد سيرا على الأقدام.
وبسبب الفيضانات، يضطر هؤلاء في معظم الأحيان إلى خوض مياه بلغ ارتفاعها
معدلات قياسية، وسلوك طرقات وعرة محفوفة بخطر الانزلاق.
من جهة أخرى أعلن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان
أوغلو أن الدول الإسلامية الأعضاء تعهدت بمبلغ يقارب مليار دولار مساعدات
لمنكوبي فيضانات باكستان.
وفي خضم كل ذلك يخوض عمال الإنقاذ والجيش الباكستاني معركة إنقاذ في مدينة
ثاتا الجنوبية بعد أن أخلى سكانها الثلاثمائة ألف منازلهم تحسبا للفيضانات،
في وقت لم تصمد فيه ثلاثة سدود تحمي المدينة.
وقد أجلي نحو مليون شخص في الأيام القليلة الماضية، كما فر مئات الآلاف من
المدينة التي يقوم الجيش بعمليات ترميم لسدودها بعد أن أحدثت المياه ثقوبا
في جدرانها، وبناء سواتر لمنع الماء الذي يفصله عن المدينة ميل واحد.
وبينما أخذت أزمة الفيضانات شمالا في الانحسار اشتدت جنوبا، حيث تأثرت 19
مقاطعة من 23 في إقليم السند، وزادت مياه الفيضانات من حجم نهر أندوس
أربعين ضعفا عما كان عليه.
فقد اتسع عرض نهر السند الذي يبلغ عادة بضع مئات من الأمتار لتصل المسافة
بين ضفتيه في بعض الأماكن إلى نحو عشرة كيلومترات.
ويأمل القائمون على عمليات الإنقاذ بالتمكن من حماية المدينة في غضون
يومين، وحسب تصريح لمسؤولين عسكريين فإن الجيش نجح في إصلاح سد مهم ويحاول
الآن حماية الطريق السري بين ثاتا ومدينة كراتشي.
بيد أن مفوض شؤون الإغاثة في إقليم السند رياض أحمد سومرو قال إن "ثاتا
ستغرق إذا لم تتدفق هذه المياه صوب البحر، الوضع في غاية الخطورة، نحاول سد
الفتحات وتقوية السدود".
وأربك حجم الكارثة الحكومة الباكستانية، إذ بات الملايين فجأة بحاجة إلى
خيام وطعام ودواء، ووفقا لوزير الداخلية في إقليم السند ذوالفقار ميرزا فإن
الأمر انعكس على الأهالي الذين باتوا يرفضون النزوح لمخيمات الإيواء لنقص
الإمدادات.
من جهتها دعت هيئات الإغاثة إلى ضرورة البدء في إعادة البناء مباشرة وعدم
التراخي حتى لا تصبح الكارثة "نكبة"، كما يخشى القائمون على الإنقاذ من
تفشي الأمراض المرتبطة بالمياه.
وحذرت الأمم المتحدة من أن ثمانمائة ألف شخص في عموم باكستان بحاجة
ماسة وفورية للمساعدة حيث عزلهم الطوفان، ودعت إلى إرسال مزيد من
المروحيات لإيصال الغذاء والدواء لهم، كونها هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن
وصولها للمحاصرين.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في العاصمة
الباكستانية إسلام آباد أن بعض المشردين أجبر على النزوح مرات بسبب تقدم
مياه الفيضانات.
وحسب المتحدث باسم المكتب موريزو جيليانو تفيد الإحصاءات المباشرة بأن مياه
الفيضانات جرفت نحو 700 هكتار من الأراضي المرزوعة وقضت على مائتي ألف رأس
من المواشي في إقليم السند فقط.
وكالات